|
تتوزع المادة خلال الكون كمثل الرغوة، وتتواجد أماكن في الكون لا تحتوي على أي شئ حتى من المادة، فارغة تماما أو بالكاد، إلا ما ندر من بضع مجرات، تحيطها شعيرات النسيج الذي يحتوي تقريبا على كل المجرات. وتتفاوت أقطار الفراغات بين حوالي 11 ميجا فرسخ و 150 ميجا فرسخ. وهناك مناطق تحتوي على فراغات أكبر بدون أية تجمعات للمجرات وتعرف مثل تلك الفراغات بالفراغات العملاقة Super Voids .
الفراغات التي تقع في بيئات عالية الكثافة تكون أصغر من الفراغات التي تقع في الاماكن ذات الكثافة المنخفضة من الكون.
كيفية ملاحظة الفراغات في الكون
يمكن للفلكيين أن يكتشفوا المجرات الطبيعية بسهولة والتي تقع على مسافات بعيدة جدا بمساعدة المناظير البصرية المتقدمة تقنيا. وقد كانت الفراغات الكونية اكتشفت أولا كمناطق في الفضاء حيث تتواجد بضع مجرات قليلة فقط.
ومن الطبيعي أنه من الصعب جدا إثبات بأن هناك منطقة اللاشيء، وبمعنى آخر: غياب المادة المرئية بالإضافة إلى المادة السوداء في بعض مناطق الكون. والسبب في ذلك أن المادة قد تختفي - من وجهة نظر الفلكيين - حيث مناطق لا يوجد بها تشكل لأية نجوم. إذا كان الأمر كذلك، فإن المادة يمكن أن تتواجد في شكل غير مرئي بالمناظير الأرضية.
ولذلك فإن الفلكيين قد استعملوا طرق مختلفة لاكتشاف المادة في الكون المنظور. حيث قاسوا السرعة التي تتحرك بها المجرات ال 2000 المعروفة لديهم خلال الفضاء، بواسطة المناظير الروديوية والبصرية حول العالم.
متى وجدت الفراغات وأين تذهب المادة
قد تتوارد للذهن أسئلة مثل كيف تكونت مثل هذه المناطق الفارغة الهائلة في الفضاء؟ وما سبب نشأتها؟ هذه المسائل الأساسية التي يجب أن تجاب قبل نحن قد ندعي فهم تطور الكون.
كما يعتقد أكثر الفلكيين أن الكون قد تشكل قبل حوالي 10-15 بليون سنة في انفجار كبير والمسمى الانفجار العظيم. وعلى أثره تكون الإشعاع الخلفي الكوني مباشرة بعد الانفجار العظيم، ويعتقدون كذلك بأن في خلال تلك الفترة لم تتواجد تلك الفراغات في ذلك الوقت المبكر.
لذا، فإن الفراغات يمكن فقط أن تكون قد تشكلت لاحقا. فحسب توقع الفلكيون في إيجاد مناطق تحتوي على عدد أكبر من المجرات والتي بذلك تعوض قلة المادة في تلك الفراغات الهائلة في توزيع المادة. في الحقيقة أن العديد من عناقيد المجرات التي لوحظت في تجمعات ذات الكثافة المتوسطة أعلى من البيئة المحيطة، لكن ما زالت كثافة المادة غير كافية لتفسر تلك الفراغات المكتشفة حديثا.
لذلك يبدو أن النظريات الحالية لتشكل المجرات يجب أن تراجع لكي تفسر هذا الاكتشاف الجديد.
قائمة بالفراغات الكونية في الكون المنظور والتي تم اكتشافها للأن
|