عودة للصفحة الرئيسية  -  سجل الزوار

النجــوم- تجمعات النجوم - هروب النجم 




 

 

 

 

 

 

إنفلات نجم من المجرة الحاضنة له أمر قد يحدث إذا توفرت بعش الشروط، والتي تساعد النجم على الفرار من مجرته.

وقد حدث وأن اكتشف العلماء نجم وهو يفر من مجرتنا درب التبانة، وهو كما يبدو انه تركها حزنا على فقدان شريكه بسبب ثقب اسود، وترى التحقيقات التي تمت من قبل الفلكيين أن النجمين والذين كانوا سويا يشكلان نظاما ثنائيا، مثلهم مثل العديد من الأنظمة الثنائية التي تنتشر في مجرتنا، وكانوا يتخذون مدار قريبا من مركز المجرة إلا أن حظهم العاثر قادهم إلى الاقتراب من ثقب اسود هائل في مركز المجرة، وعلى ما يبدو أنهم انحرفوا قليلا عن مدارهم.

وكان لابد للعلماء أن يدرسوا هذه الظاهرة، التي نلاحظها لأول مرة، ففي الحالات العادية لا يستطع نجم الهروب من مجرته، حيث أن سرعة النجم لا تصل إلى سرعة الإفلات من جاذبية المجرة. وقد أعلن العلماء أن تلك أول مرة يلاحظون نجم يتحرك بسرعة هائلة تكفي للهروب من حدود مجرتنا بالكامل، وكان مبررهم لحدوث ذلك هو عامل الجاذبية القوية الناتجة من ثقب أسود هائل جدا والتي يمكن أن تمد نجم بالقوة الكافية لمغادرة المجرة.

فعلى سبيل المثال لمغادرة الأرض مثلا يحتاج أي جسم إلى سرعة تقدر بـ 11.2 كيلومتر في الثانية حتى يتغلب على مجال جاذبية الأرض ويغادرها، وعلى المشتري نحتاج لسرعة قدرها 59.5 كيلومتر لمغادرة الكوكب، ولمغادرة المجرة نحتاج إلى أكثر من 350 كيلومتر في الثانية، ويقدرها بعض العلماء بالف كيلومتر في الثانية.

ويعتقد الفلكيون أن هذا النظام الزوجي، والذي كان يتخذ مدارا قريبا جدا لمركز المجرة، لكنهم ولسبب ما أصبحوا قريبون من الثقب الأسود في مركز المجرة، والذي لها كتلة أكثر من 3 مليون شمس، وكان التفاعل الجذبي الناتج سببا في دفع واحدا من النجمين إلى الخروج نحو الخارج، كما أشار اصابع الاتهام إلى النجم الاخر المرافق له والذي ساعده وزوده بدفعة أيضا، كما أن الطاقة الناتجة من وجود النجمين في مدار ضيق وقريب من المركز ساهمت ايضا في تجهيز إحدى النجمين للهرب، وتلك العوامل هي التي خرج بها تقرير المحققيق عن كيفية هروب النجم من قبضة المجرة.

وقد تابعت المراصد هذا الحدث لقياس سرعة وطريق النجم، هو يتحرك مباشرة بعيدا عن مركز المجرة، وقدروا الفترة التي أخذها بحوالي 80 مليون سنة ليذهب من مركز المجرة إلى موقعه الحالي، كما لاحظوا أن هذا النجم محمل بالعناصر الثقيلة، والتي هي سائدة في نجوم مركز المجرة، مما عزز لديهم القناعة وأكد لهم بأن هذا النجم لابد وانه قادم من مركز المجرة.

والنجم يتواجد حاليا في طرف المجرة، على بعد حوالي 195,000 سنة ضوئية من المركز، ويسير بضعف سرعة الإفلات من قوة جذب المجرة. وسيغادر النجم المجرة بلا عودة ويصبح هائم وحيدا في الفضاء الواسع بين المجرات إلى أن يجد مجرة ما تجذبه إليها، أو أن يظل هكذا هائما في الفراغ.

alnomrosi.net 2005-2006     حقوق النشر متاحة للجميع بشرط ذكر المصدر